Thursday 13 October 2011

والدة بشار الاسد تراجع يوميا تقارير الوضع الميداني بسوريا

والدة بشار الاسد تراجع يوميا تقارير الوضع الميداني بسوريا
2011-10-13 23:20:34

سرايا - مع تزايد المواجهات بين النظام السوري وشعبه، وتصاعد وتيرة الانتفاضة، وظهور بوادر عن ضعف النظام وبداية فقدانه السيطرة على الوضع تجد عائلة الاسد التي حكمت البلاد منذ اكثر من اربعين عاما في مأزق كبير لا ترى منه مخرجا الا بالتوحد والاصطفاف من اجل انقاذ نفسها ومكتسبات الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

وتعيش العائلة حالة من التقوقع مما ادى بها لان تكون بعيدة عن الواقع، وتشعر بحالة من البارانويا. ويصف تقرير لصحيفة 'الغارديان' انيسة مخلوف ـ زوجة الرئيس الراحل حافظ الاسد بأنها مركز العائلة التي تريد الحفاظ على تماسكها، فيما وصف اسماء الاخرس زوجة الرئيس بشار بأنها لا تتدخل في قرارات العائلة لانها غريبة، وكذا آصف شوكت زوج بشرى شقيقة بشار بأنه معزول، وان الاسد مستعد للتضحية به من اجل الحفاظ على شقيقه ماهر.

ووصف التقرير العائلة بالاكثر شراسة في سورية. وحاول التقرير رصد مظاهر صعود العائلة في السياسة السورية.

ويشير التقرير الى ان العائلة ممثلة بالوالدة انيسة مخلوف وبشار وشقيقه ماهر قائد الفرقة الرابعة وشقيقتهما الكبرى بشرى يلتقون في بيت والدتهم انيسة التي تقوم بمراجعة تقارير الوضع الميداني، عن المظاهرات وعدد من يخرج فيها وماذا يهتفون. وما هي طبيعة الاصلاحات التي يجب ان يقدموها وماذا لديهم من قدرات عسكرية وحدود استخدامها والاهم من ذلك هو مواصلتهم على التمسك بالسلطة.

وتقول الصحيفة ان هناك معلومات قليلة عن الطريقة التي تنسق فيها العائلة ومصدر هذا الحديث عن اللقاءات هو شائعات وعجلتها التي تنتشر في العاصمة، وفي ظل منع الصحافيين من العمل الحر في البلاد وحظر دخول الاجانب منهم ومن هنا فان الطريقة التي تدير فيها العائلة الازمة تظل رهنا للتكهنات او الهمس والشائعات.

ولهذا فقد اعتمدت الصحيفة في رسم صورة عن العائلة من خلال تقارير صحافية او ممن عملوا عنها بقرب او من كتاب السير ووثائق سربتها ويكيكليس، مع انها ظلت تحافظ على سرية في وجه ما قيل عن تفكك وخلافات خاصة بعد موت الرئيس السابق حافظ الاسد، فالاخير الذي طمح منذ البداية في القيادة وعمل من اجلها على الرغم من اصوله المتواضعة، حيث جاء من عائلة لم يدرس فيها احد حتى الثانوية ولكنه في شبابه انضم لحزب البعث وترفع في السلك العسكري حتى اصبح القائد العام ليصل للسلطة عبر انقلاب عام 1970. وتنقل الصحيفة عن شخص عرف قليلا عن العائلة السرية التي تديرها الام قائلا 'انها مافيا، فهي تدير الحكم كشأن عائلي'، ولا احد يعرف كيفية عملها لكن افرادها يتحدون معا.

ويقول التقرير ان صورة العائلة هي مزيج من الغطرسة، وجنون العظمة، وعائلة افسدتها السلطة وهي اضافة الى ذلك مهووسة بالسرية ورهاب الخوف والتعطش للسلطة. ومن هنا فان محاولات العائلة الصمود امام العاصفة هو محاولة للحفاظ على المكتسبات التي حققها الاسد الاب الذي لولاه لما وصلت العائلة الى ما وصلت اليه. ويقارن محلل في دمشق قائلا ان 'حافظ كان رجلا صعب المراس وداهية وعمل من اجل الحصول على السلطة لكن بشار ورثها'. فقد تحولت العائلة الى نخبة تحكم لديها حاشية وتتركز في احياء دمشق الراقية التي تنتشر فيها المقاهي الراقية والسيارات السريعة التي حلت محل الحياة الريفية، والفقر الذي اصبحت غالبية الشعب تعاني منه.

ويذكر التقرير ان خطط الاسد لتحويل رئاسته لمصلحة عائلية لم تسر حسب الخطة لان وريثه الذي كان يعده لخلافته، باسل توفي عام 1994. وقيل بعد وفاة باسل ان خلافات في العائلة جرت حول من سيخلفه حيث كانت الام تفضل ماهر العسكري القاسي على بشار المتعلم والطبيب، ولكن الاخير هو من فاز بالخلافة، حيث طلب منه العودة من لندن على عجل.

وبحسب ديفيد ليستش، الاكاديمي الامريكي الذي كتب سيرة الاسد الرسمية بان بشار تغيرمع مرور الوقت من شاب لديه نوايا صادقة في التغيير الى رجل اصبح يطرب للمديح من المتملقين حوله. ويصف من عرف بشار بانه طيب وكريم ومتواضع حيث يقوم بفتح الباب بنفسه للضيوف الذين يطرقون بيته، لكن مشكلته هي مؤهلاته القيادية.

ووصف ضيف الاسد بانه يفتقد الجاذبية حيث 'لا تشعر بالرغبة كي تفتح اذنيك لتستمع لما سيقول'.

وتصف وثائق ويكيليكس الاسد الصغير بانه يفتقد الدهاء الذي تميز به والده. وتشير الصحيفة الى زوجته اسماء الاخرس المولودة والمتعلمة في بريطانيا والتي تربت في بيئة ليبرالية، كما ان التقرير يتحدث عن موقفها من الاحداث فهناك من يقول انها غاضبة وليست مرتاحة، ومن يقول انها تعرف زوجها ولهذا تواصل الحياة معه. ولكن اسماء ستظل بالنسبة للعائلة غريبة عنها، فمهما اثرت على زوجها وحصلت على سلطة فانها كغريبة استبعدت من النقاش والقرارات التي تتخذها العائلة.

وعن ماهر الذي استبعد من الرئاسة فانه بدلا من ذلك واصل حماية مصالح العائلة، وعلى الرغم من شجب المتظاهرين الذين يرون فيه مهندس القمع ضدهم الا ان بعض قادة الجيش يحترمونه بسبب ضعف شقيقه وبسبب شدة مراسه كعسكري.

وعن صهره اصف شوكت زوج بشرى فان العلاقة بينه وبين ماهر معقدة حيث قيل ان ماهر اطلق النار عليه عام 1999 وعارض زواجه من شقيقته بشرى لان شوكت كان متزوجا ولديه اولاد وعمره اكبر من عمرها، ولم يتم الزواج الا بعد تولي بشار السلطة. ولكن سلطة شوكت محل شك خاصة ان وثيقة لوكيليكس تشير الى ان الرئيس مستعد للتضحية به من اجل حماية ماهر.

اما بشرى التي درست الصيدلة فقوتها من خلف الستار، واسمت ابناءها على اسم اخويها وامها- باسل وماهر وانيسة ويقول البعض انها متعطشة للسلطة وشرسة وكابوس وعدوانية.

وعلى الرغم من تناقض شخصياتهم الا انهم يجتمعون حول والدتهم انيسة، وكانوا يلتقون كل جمعة على العشاء عندها قبل بداية الانتفاضة. ومع ذلك ومع زيادة المشاكل والعزلة الدولية فان العائلة تقوقعت على نفسها وتعيش حالة من البارانويا وبعيدة عن الواقع، ويقول ليستش ان مجزرة حماة تعود الى النظام وكل خطابات الاسد عن حبه لشعبه ما هي الا خداع للنفس مقارنة مع انتشار الانتفاضة، ونقلت عن مواطن في دمشق قوله ان الانتفاضة ستستمر والنظام قد انتهى وفي ضوء عزلة العائلة وبعدها عن الشعب والواقع فستكون هي الاخيرة لتعرف حقيقة الامر، انها انتهت.

No comments:

Post a Comment