Tuesday 25 October 2011

شارون رفض تلقي حصان أصيل هدية من الملك

26-10-2011 08:00 AM
جراسا نيوز -
جراسا -
نشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' في عددها الصادر الأحد مقاطع من الكتاب الجديد الذي سيصدر قريبًا عن أهم المحطات في حياة شارون العسكرية والسياسية في حياة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ارييل شارون، الذي ما زال يغط في موت سريري منذ عدة سنوات، واللافت أن الكتاب الجديد هو من تأليف نجله الأصغر، غلعاد شارون، ويعتمد على وثائق ورسائل ومحاضر جلسات جمعها والده وأرشفها في منزله، وعلى مقابلات مع شخصيات سياسية إسرائيلية وعالمية كانت على صلة وثيقة بوالده.

وبحسب الصحيفة العبرية فإن شارون، المسؤول الأول والأخير عن عدة مجازر بحق الشعب العربي الفلسطيني من قبية حتى صبرا وشاتيلا، كان يهتم بجمع كل المراسلات والمستندات ومحاضر الجلسات منذ توليه أول منصب عسكري حتى الأيام الأخيرة في حياته السياسية، لافتةً إلى أنه منذ ذلك الحين عكف ابنه غلعاد على دراسة تلك المواد لإصدار كتاب حول سيرة حياة والده.

ويقول الكتاب إن علاقات شارون مع قادة الدول المجاورة تحولت مع مرور الزمن إلى علاقات صداقة قوية، ولكنها كانت ستؤدي إلى أزمة دبلوماسية مع المملكة الأردنية الهاشمية، فقد قرر الملك عبد الله الثاني، منح شارون هدية عبارة عن حصان عربي أصيل، شارون، يقول الكتاب، رفض بلطفٍ على حد تعبيره الهدية من العاهل الأردني وقال له: عندنا في ديوان رئيس الوزراء سرداب يقوم الموظفون في الديوان بجمع الهدايا التي يتلقاها رئيس الوزراء، فأين سنقوم بربط الحصان؟ ومن سيقوم بالمحافظة عليه وإطعامه، وعلى الرغم من ذلك، فقد ضغط الأردنيون على الوفد الاسرائيلي لقبول الهدية، وعندها تدخل الموساد، وطلب من شارون الاجتماع مع الأردنيين لبحث آلية نقل الهدية غير المسبوقة إلى بيت شارون في النقب، ولكن في نهاية المطاف، تنازل الأردنيون عن الفكرة، ولم تقع أزمة دبلوماسية مع المملكة.

وبحسب الصحيفة، فإن الكتاب يُوجه انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي استقال من منصبه كوزير للمالية في حكومة شارون بسبب معارضته لخطة فك الارتباط أحادية الجانب عن قطاع غزة، في محاولة لفرض استطلاع عامٍ قبل تنفيذ الانسحاب، فبعد أنْ قال للصحافة لماذا يُعارض الخطة دخل إلى اجتماع وزراء الليكود فتبين أنه ليس متآمر، إنما أيضا جبان، كما يشير الكتاب إلى أن نتنياهو في فترته الأولى برئاسة الوزراء نقض عهده بتعيين شارون وزيرا للمالية، وبعد ذلك دعاه إلى ديوانه، وكانت الجلسة بينهما من أقصر الجلسات، حيث قال شارون لنتنياهو: كنت كذابًا وستبقى كذابًا، يشار إلى أن ديوان رئيس الوزراء نفى للصحيفة أن يكون شارون قد تفوه بهذه التفوهات.

ومن الأحداث الدراماتيكية التي ترد في الكتاب مجزرة صبرا وشاتيلا، لكن لا ترد فيه أي إشارة تُعبر عن الندم أو حتى تحمل المسؤولية. ويقول غلعاد شارون: كان والدي على قناعة أن تشكيل لجنة تحقيق حول المجزرة سيكون خطأ فادحا، ومن شان ذلك أن يعود بالضرر على الجيش. لكن في أعقاب الضغوط السياسية، قرر رئيس الوزراء مناحيم بيغين تشكيل لجنة كاهان. واعتبر شارون أن بيغين خانه. وحملت اللجنة المسؤولية غير المباشرة عن المجزرة لشارون، وأوصت بأن يتنحى عن وزارة الأمن، واضطر شارون لأن يستقيل. ويقول المؤلف: بعد عدة شهور التقى شارون ببيغين وقال له: أنت سلمتني، أنت من قام بذلك.

(القدس العربي)

1 comment: